قصيدة للشاعرة اليونانية ليا سيومو
Lia Siomou
ولدت الشاعرة ليا سيومو ونشأت في أثينا، اليونان. تخرجت من جامعة أثينا بعد أن حصلت على إجازة في الكيمياء وهاجرتْ إلى الولايات المتحدة حيث أكملتْ دراساتها في جامعة ميشغيان ستيت وحصلت على شهادة الماجستير في الكيمياء البيولوجية. وعملت كباحثة في كل من جامعة ميشيغان ستيت وفي جامعة إفانستون في ولاية إيلينوي.
عملت ليا سيومو أيضاً كعالمة لمدة 18 عاماً في وزارة الطاقة في مخبر أرغون القومي، في ضواحي شيكاغو.
صدرت لها سبع مجموعات شعرية نشرتها أهم دور النشر اليونانية، وقد حققت لها هذا الدواوين مكانة مرموقة في الشعر اليوناني الحديث.
لحّن الموسيقار ثناسيس زرفا بعض قصائد ليا. وهي تحيي أمسيات متواصلة في شيكاغو، حيث أسست “الدائرة الأدبية الهيلينية”، التي تتألف من مجموعة من الكتاب والشعراء المعروفين من أصول يونانية.
القصيدة التي قمنا بترجمتها إلى العربية مؤلفة باللغة الإنكليزية وقد خصّت بها الشاعرة “جدلية”.
على شواطئ تشيسبيك
أيُّها المنزلُ الصغير المهجورُ على شواطئ تشيسبيك،
الريحُ تهبُّ عبْر المصاريع الخشبيّة المتعفّنة،
ونسائمُ البحر تختلط بخفّةٍ مع الغبار
مغطيةً قطعَ الأثاث القليلة المتبقية.
أحلامٌ بريئةٌ من شبابكَ
ما تزال تملأ الغرف الخالية
أيُّها المنزلُ الصغير المهجور،
تحت أشجار الصنوبر الباسقة،
تهمسُ للريح ذكرياتٌ
منسيّة في الماضي السحيق،
ذكرياتٌ عزيزة لأصوات أطفالٍ،
كلماتُ حبٍّ، ضحكٌ أو متعة.
سواء كنت منسياً أم لا،
فقد ذويتَ تحت ثقل السنين، وغلّفتْكَ العتمة،
بظلال الحزن أو اليأس.
ارجعي إليَّ يا أحلام الشباب،
أنت، يا من يتواصل نَفَسَك الحيُّ طالما يخفق قلبي.
إن الكلمات المنطوقة، والعهود المقطوعة
تلاشت كلها، غير أنَّ النسيان لم يقدر عليها.
فهي ما تزال تهمس في الغرف الفارغة
تسافر بعيداً فوق المياه العميقة
تحت غبار قمر ليلة صيفيّة عذبة،
بعيدة، بحيث لا تصل إلى عزلتي.
تعالي إليَّ يا أحلام الشباب البريئة،
امنحي، بدفء ذكرياتك، عزاء لهذا العشّ الفارغ.
أصْغي، أصْغي إلى همسات قلب مهجور.
تذكّري عِطْر صريمة الجَدْي الفوّارة بالأوراق،
تحت أشجار الصنوبر البهية، سيري على ممرات
مكسوة بطبقات سميكة من إبر الصنوبر
وقطع متكسّرة من أصداف بحرية.
تذكّري بطانية الطفل منشورةً في ضوء الشمس
أطفالاً يضحكون، والضحك حول أزهار الأزلية،
تحت أشجار القرانيا والآس المغطاة بالأزهار.
أمطار الصيف الغزيرة تتسرب إلى الداخل
تبلل الأرضية الرملية الحمراء،
فيما تتوهج أشعة الشمس بعظمةٍ عبر أشجار الصنوبر
ممجّدةً الأرض المبللة.
أغصانٌ طريةٌ مقطوعةٌ من الشجرة المقدسة،
تزيّن الباب الأمامي الذي أُغلق طويلاً،
وتنتشر حبات التوت الأحمر في كل مكان.
الرماد المستنفد للموقد
يمنح قداسة وناراً للماضي المفقود.
يا رياح تشيسبيك
أعيدي لي النوارس البيضاء،
البريئة كأحلامنا.
ويا أشعة الشمس الخلّابة بعد المطر
اعثري على طرقك عبر المصاريع المحطمة
ارفعي الغبار وظلال الماضي،
امتزجي مع الذهن، ابعثي من جديد إلى الحياة،
الذكريات العذبة، الجميلة.
يا رياح تشيسبيك دوري، دوري
ارقصي معي في فراغ الهجر
وتذكّرْ،
تذكّر يا قلبي
أحلام الشباب البريئة.
[ترجمة أسامة إسبر]